(وَلَقَد أفارقه بِإِظْهَار الْهوى ... ليستر سره إعلانه)
(ولربما كتم الْهوى إِظْهَاره ... ولربما فَضَح الْهوى كِتْمَانه)
(عي الْمُحب لَدَى الحبيب بلاغة ... ولربما قتل البليغ لِسَانه)
(كم قد رَأينَا قاهرا سُلْطَانه ... للنَّاس ذل لحبه سُلْطَانه)
وَسمعت الرَّاسِبِي يَقُول خلق الله الْأَنْبِيَاء للمجالسة والعارفين للمواصلة وَالصَّالِحِينَ للملازمة وَالْمُؤمنِينَ لِلْعِبَادَةِ والمجاهدة
وَسمعت أَبَا مُحَمَّد يَقُول فِي قَوْله عز وَجل {تُرِيدُونَ عرض الدُّنْيَا وَالله يُرِيد الْآخِرَة} الْأَنْفَال 67 جمع بَين إرادتين فَمن أَرَادَ الدُّنْيَا دَعَاهُ الله إِلَى الْآخِرَة وَمن أَرَادَ الْآخِرَة دَعَاهُ إِلَى قربه قَالَ الله عز وَجل {وَمن أَرَادَ الْآخِرَة وسعى لَهَا سعيها وَهُوَ مُؤمن فَأُولَئِك كَانَ سَعْيهمْ مشكورا} الأسراء 20 وَالسَّعْي المشكور هُوَ الْبلُوغ إِلَى مُنْتَهى الآمال من الْقرب والدنو
وَسمعت ابا مُحَمَّد يَقُول الْبلَاء أَو الْحيرَة هُوَ صحبتك مَعَ من لَا يوافقك وَلَا تَسْتَطِيع تَركه
104 - وَمِنْهُم أَبُو عبد الله الدينَوَرِي وَهُوَ مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق
من جلة الْمَشَايِخ وأكبرهم حَالا وَأَعْلَاهُمْ همة وأفصحهم فِي عُلُوم هَذِه الطَّائِفَة مَعَ مَا كَانَ يرجع إِلَيْهِ من صُحْبَة الْفقر والتزام آدابه ومحبة أَهله أَقَامَ بوادي الْقرى سِنِين ثمَّ رَجَعَ إِلَى دينور وَمَات بهَا
سَمِعت أَبَا الْفضل نصر بن أبي نصر يحْكى عَن أبي عبد الله الدينَوَرِي أَنه قَالَ صُحْبَة الصغار مَعَ الْكِبَار من التَّوْفِيق والفطنة ورغبة الْكِبَار فِي صُحْبَة الصغار خذلان وحمق