أَنْشدني الشَّيْخ أَبُو الْقَاسِم الرَّازِيّ لبَعْضهِم
(أَقلنِي عثرتي واسمع دعائي ... فَأَنت الْيَوْم فِي الدُّنْيَا رجائي)
(لقد أعيا الأطبة مَا دوائي ... وعندك يَا عَزِيز دَوَاء دائي)
(دوائي نظرة فِيهَا شفائي ... شفائي فِي لقائك يَا منائي)
وسمعته يَقُول لَيْسَ السخي من طالع مَا بذله أَو ذكره وَإِنَّمَا السخي من إِذا تسخى اسْتَحى من ذَلِك واستصغره وأنف من ذكره
وَسمعت الشَّيْخ أَبَا الْقَاسِم يَقُول سَمِعت أخي أَبَا عبد الله يَقُول أول مَا صَحِبت عبد الله الخزاز قلت لَهُ بِمَاذَا تَأْمُرنِي أَيهَا الشَّيْخ قَالَ بِثَلَاثَة أَشْيَاء بالحرص على أَدَاء الْفَرَائِض بأتم جهدك والاحترام لجَماعَة الْمُسلمين واتهام خواطرك إِلَّا مَا وَافق الْحق
قَالَ وسمعته يَقُول أَوَائِل بركَة الدُّخُول فِي التصوف أَن تصدق الصَّادِقين فِي الْأَخْبَار عَن أنفسهم وَعَن مشايخهم
سَمِعت أَبَا نصر عبد الله بن عَليّ الطوسي يَقُول سَمِعت جمَاعَة من مَشَايِخ الرّيّ يَقُولُونَ ورث أَبُو عبد الله الْمُقْرِئ عَن أَبِيه خمسين ألف دِينَار سوى الضّيَاع وَالْعَقار فَخرج عَن جَمِيع ذَلِك وأنفقها على الْفُقَرَاء فَسَأَلت أَبَا عبد الله عَن ذَلِك فَقَالَ أَحرمت وَأَنا غُلَام حدث وَخرجت إِلَى مَكَّة على الْوحدَة والتقطع حِين لم يبْق لي شَيْء أرجع إِلَيْهِ فَكَانَ اجتهادي أَن أزهد فِي الْكتب وَمَا جمعته من الحَدِيث وَالْعلم أَشد عَليّ من الْخُرُوج إِلَى مَكَّة والتقطع فِي الْأَسْفَار وَالْخُرُوج من ملكي
سَمِعت الشَّيْخ أَبَا الْقَاسِم الرَّازِيّ يَقُول السماع على مَا فِيهِ من اللطافة فِيهِ خطر عَظِيم إِلَّا لمن يسمعهُ بِعلم غزير وَحَال صَحِيح وَوجد غَالب من غير حَظّ لَهُ فِيهِ