شَيْخه الْإِسْنَوِيّ قَدِيما شرح الْمِنْهَاج ثمَّ صنف تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ ورد علينا دمشق فِي سنة سبعين طَالبا لسَمَاع الحَدِيث فاعتنى بِهِ القَاضِي تَاج الدَّين لما ورد عَلَيْهِ وَكتب لَهُ على مُؤَلفه وأرسله إِلَى الشَّيْخ عماد الدَّين بن كثير فَكتب لَهُ أَيْضا وَإِنَّمَا اسْتَعَانَ بِكِتَاب القَاضِي عز الدَّين ابْن جمَاعَة ثمَّ كتب بعد ذَلِك كتبا عديدة والمصريون ينسبونه إِلَى سَرقَة تصانيفه فَإِنَّهُ مَا كَانَ يستحضر شَيْئا وَلَا يُحَقّق علما ويؤلف المؤلفات الْكَثِيرَة على معنى النّسخ من كتب النَّاس وَقَالَ غَيره كَانَ فريد الدَّهْر فِي كَثْرَة التواليف وحسنها وَعبارَته حَسَنَة وَكَانَ مُنْقَطِعًا عَن النَّاس جدا وَكَانَ من أعذب النَّاس ألفاظا وَأَحْسَنهمْ خلقا وأجملهم صُورَة كثير الْمُرُوءَة وَالْإِحْسَان والتواضع وَكَانَ موسعا عَلَيْهِ كثير الْكتب جدا ثمَّ احْتَرَقَ غالبها قبل مَوته توفّي فِي ربيع الأول سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَدفن بحوش الصُّوفِيَّة خَارج بَاب النَّصْر وَمن الْعَجَائِب أَن الْمَشَايِخ الثَّلَاثَة هُوَ والبلقيني والعراقي كَانُوا أعجوبة هَذَا الْعَصْر على رَأس الْقرن الشَّيْخ فِي التَّوَسُّع فِي معرفَة مَذْهَب الشَّافِعِي وَابْن الملقن فِي كَثْرَة التصانيف والعراقي فِي معرفَة الحَدِيث وفنونه وكل من الثَّلَاثَة ولد قبل الآخر بِسنة وَمَات قبله بِسنة وَمن تصانيفه تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ سَمَّاهُ الْبَدْر الْمُنِير فِي سِتّ مجلدات وَاخْتَصَرَهُ فِي نَحْو عشرَة سَمَّاهُ الْخُلَاصَة ثمَّ اخْتَصَرَهُ فِي تصنيف لطيف وَسَماهُ الْمُنْتَقى وَتَخْرِيج أَحَادِيث الْمُهَذّب وَتَخْرِيج أَحَادِيث الْوَسِيط شرح الْعُمْدَة سَمَّاهُ الْإِعْلَام بفوائد عُمْدَة الْأَحْكَام وَهُوَ من أحسن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015