فَامْضِ إِلَى مَكَان كَذَا تجدهم نياما وَالْغنم ربطا إِلَّا وَاحِدَة قَائِمَة ترْضع سخلتها
قَالَ فمضيت إِلَى الْمَكَان الَّذِي قَالَ فَوجدت الْأَمر كَمَا قَالَ وَاحِدَة قَائِمَة ترْضع سخلتها
قَالَ فسقت الْغنم وَجئْت إِلَى الْبَلَد رَضِي الله عَنهُ
وحَدثني الشَّيْخ شمس الدّين الدبالعي قَالَ حَدثنِي فلك الدّين ابْن الخزيمي قَالَ كنت بِالشَّام فِي السّنة الَّتِي أخذت فِيهَا بَغْدَاد بعد أَن ضَاقَ صَدْرِي من جِهَة مَا أصَاب الْمُسلمين وَأَهلي أَيْضا فسافرت لآخذ خبر أَهلِي وَكَانَ سَفَرِي على بالس فقصدت زِيَارَة الشَّيْخ فَأَتَيْته فَسلمت عَلَيْهِ وَجَلَست بَين يَدَيْهِ فَحَدثني فشرح الله صَدْرِي فَقَالَ لي أهلك سلمُوا إِلَّا أَخَاك مَاتَ وَأهْلك فِي مَكَان صفته كَذَا وَكَذَا والناظر عَلَيْهِم رجل صفته كَذَا وقبالة الدَّرْب الَّذِي هم فِيهِ دَار فِيهَا شجر
فَلَمَّا قدمت بَغْدَاد وجدت الْأَمر كَمَا أَخْبرنِي رَضِي الله عَنهُ وَأَنا سكنت الدَّرْب الَّذِي أخبر عَنهُ الشَّيْخ وَرَأَيْت الدَّار الَّتِي فِيهَا الشّجر وَهِي شَجَرَة رمان وَغَيرهَا
وحَدثني الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بن الشَّيْخ أبي طَالب البطائحي قَالَ كنت جَالِسا عِنْد الشَّيْخ فجَاء إِنْسَان فَقَالَ يَا سَيِّدي ذهب البارحة لي جمل وَعَلِيهِ حمل فَلم يرد الشَّيْخ عَلَيْهِ جَوَابا فَقلت لَهُ يَا سَيِّدي إِن الرجل ملهوف على ذهَاب جمله فَلَعَلَّ أَن تجيبه
فَقَالَ لي يَا إِبْرَاهِيم إِنَّه لما قَالَ لي جملي رَأَيْت رسنه بِيَدِهِ فبرز من القتب سيف فَقلع رسنه من يَده وَمَا بقى لَهُ فِيهِ رزق فأستحيي أَن أوحشه بِالرَّدِّ
وَمِنْه أَنه حضر جَنَازَة وَكَانَ فِيهَا جمَاعَة من أَعْيَان الْبَلَد فَلَمَّا جَلَسُوا لدفن الْمَيِّت جلس القَاضِي والخطيب والوالي فِي نَاحيَة وَجلسَ الشَّيْخ والفقراء فِي نَاحيَة وَتكلم القَاضِي