وما تصدر في مجلس، ولا جلس على سجادة قط، وقال: " أمرت بالسكوت! " وكان لا يتكلم إلا قليلا.

وقال أبو العباس الخضر بن عبد الله الحسنى الموصلي: " كنت يوماً جالساً بين يدى الشيخ عبد القادر الجيلانى، فخطر في نفسي الشيخ أحمد فقال الشيخ: " أتحب رؤيته؟ ". فقلت: " نعم! " فأطرق وقال: " حضر! " فقمت اليه وسلمت عليه، فقال: " يا خضر! ومن يرى مثل الشيخ عبدج القادر سيد الأولياء يتمنى رؤية مثلى؟! وهل أنا إلا من رعيته؟! " ثم غاب. فبعد وفاة الشيخ زرته، فقال لى: " يا خضر! ألم تكفك الأولى؟! ".

وقال الإمام أبو عبد الله محمد البطائحي: " انحدرت في أيامي سيدي عبد القادر إلى أم عبيدة، فقال لى الشيخ أحمد: " اذكر لى شيئاً من مناقب الشيخ عبد القادر وصفاته ". فذكرت منها شيئاً؛ فجاء رجل في أثناء حديثي، فقال: " مه! لايذكر عندنا مناقب هذا! ". فنظر الشيخ أليه مغضباً، فرفع الرجل من بين يديه ميتاً. ثم قال: " ومن يستطيع وصف مناقبه؟!. ومن يبلغ مبلغه؟!. ذاك رجل بحر الشريعة على يمينه، وبحر الحقيقة عن يساره، من أيهما شاء اغترف!. لا ثاني له في وقتنا هذا ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015