طبقات الاولياء (صفحة 324)

وقال له رجل: " انك لتحب الدنيا "، فقال: " أين السائل عن الأخرة؟ " قال) ها أنا! "، قال) اخبرني أيها السائل عنها، أبالطاعة تنال أم بالمعصية؟ ". قال: لا، بل بالطاعة " قال: " فاخبرني عن الطاعة، أبالحياة تنال، أم بالممات؟ " قال: " لا، بل بالحياة " قال: " فاخبرني عن الحياة، أبالقوت تنال، أم بغيره؟ " قال: " لا، بل بالقوت " قال: " فاخبرني عن القوت، أمن الدنيا هو، أم من الأخرة؟ " قال: " لا، بل من الدنيا "، قال: " فكيف لا أحب دنيا قدر لي فيها قوت، اكتسب به حياة، أدرك بها طاعة، أنال بها الأخرة؟! ". فقال الرجل: " اشهد ان ذلك معنى قول النبي، صلى الله عليه وسلم:) أن من البيان لسحرا (.

خرج يحيى إلى بلخ، وأقام بها مدة، ورجع إلى نيسأبور، ومات بها كما سلف.

ومن شعره:

أموت بدائي لا أصيب دوائيا ... ولا فرجا مما أرى من بلائيا

إذا كان داء العبد حب مليكه ... فمن، دونه، يرجو طبيبا مداويا؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015