سكن البصرة زمأنا، وعبادان مدة. وكان سبب سلوكه خاله محمد بن سَوار. وروى انه قال: " قال لي خالي يوماً: يا سهل! إلا تذكر الله الذي خلقك؟! ". قلت: " فكيف أذكره؟ قال: - عند تقلبك في فراشك -، ثلاث مرات، من غير ان تحرك به لسانك: " الله معي!، الله ناظر الي!، الله شاهدي! " فقلت ذلك، ثم أعلمته فقال: قلها - كل ليلة - إحدى عشرة مرة، فقلت ذلك، فوقع في قلبي حلاوة. فلما كان بعد سنة قال لي خالي: " احفظ ما علمتُك، ودم عليه، إلى إن تدخل القبر. فإنه ينفعل في الدنيا وإلاخرة ". فلم أزل على ذلك سنسن، فوجدت له حلاوة في سري.
ثم قال لى خالي يوماً: " يا سهل! من كان الله معه، وهو ناظر اليه، وشاهده، يعصيه؟!. إياك والمعصية ". فكان ذلك اول أمره.
وروى أن عمره كان إذ ذاك ثلاث سنين ما فوقها.
مات سنة ثلاث وثمانين، وقيل: - ثلاث وسبعين - ومائتين. وأظنه توفي بتُسْتَر.
ومن كلامه: