وضرب شقة الفالج، فقال: مالك؟!. قال: أنا الذي جئتك بالأمس، لم يكن لي عليك شئ، وإنما قلت: تستحي من الناس فتعطيني!. فقال له: تعود؟!. قال: لا! قال: الهم! أن كان صادقاً، فألبسه العافية! فقام الرجل على الأرض كأن لم يكن به شئ.
وقيا لحبيب: " ما بالك لا تضحك، وتجالس الناس، ولا تراك أبداً ألا محزوناً؟! "، فقال: " أحزنني شيئان: وقت أوضع في لحدي وينصرف الناس عني، فأبقى تحت الثرى، مرتهناً بعملي؛ ويوم القيامة، إذا أنصرف الناس عن حوضه، عليه السلام، فأنه بلغني أنه يلقى الرجلُ الرجلَ، في عرضة القيامة، فيقول له: أشربتَ من الحوض؟ فسيقول: لا!، فيقول: واحسرتاه!. فأي حسرة أشد من هذا؟!.
وقيل له في مرض الموت: " ما هذا الجزع الذي ما كنا نعرفه منك؟! " فقال: " سفري بعيد، بلا زاد!. وينزل بي في حفرة من الارض موحشة بلا مؤنس!. وأُقدم على ملك جبار، قد قدَم إلى العذر ".
ويروى أنه جزع جزعاً شديداً عند الموت، فجعل يقول: " أريد سفراً ما سافرته قط!. أريد أن أسلك طريقاً مت سلكته قط! أريد أن أزور سيداً ومولى ما رأيته قط!. أريد أشرف على أهوال ما شاهدت مثلها