طبقات الاولياء (صفحة 132)

النوري، وأبو بكر الزقاق - جلوس، ورءوسهم في مرقعاتهم؛ فلما أحسوا بي قد دخلت أخرج أحدهم رأسه وقال: " يا أبا القاسم! أنت كلما قيل لك شيء تقبله! ".

وبات الجنيد ليلة العيد في الموضع الذي كان يعتاده في البرية، فإذا هو وقت السحر بشاب ملتف في عباءته يبكي ويقول:

بحرمة ربتي! كم ذا الصدود؟! ... الا تعطف علي؟! ألا تجود؟!

سرور العيد قد عم النواحي ... وحزني في ازدياد لا يبيد

فإن كنت أفترفت خلال سوء ... فعذري في الهوى أفلا تعود؟

وقال أبو محمد الجريري: " كنت واقفاً علي رأس الجنيد وقت وفاته - وكان يوم جمعة - وهو يقرأ، فقلت: " ارفق بنفسك! " فقال: " ما رأيت أحداً أحوج إليه مني في هذا الوقت، هو ذا تطوي صحيقتي ".

وقال أبو بكر العطار: حضرت الجنيد عند الموت، في جماعة من أصحابنا، فكان قاعداً يصلي ويثني رجله، فثقل عليه حركتها، فمد رجليه وقد تورمتا، فرآه بعض أصحابه فقال: " ما هذا يا أبا القاسم؟! "، قال: " هذه نعم!. الله أكبر ". فلما فرغ من صلاته قال له أبو محمد الجريري:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015