أما الأسباب فثمانية:
أحدها: كون الألف مبدلة من ياء متطرفة، مثاله في الأسماء: الفتى، والهدى، ومثاله في الأفعال: هدى واشترى1، ولا يمال نحو: ناب مع أن ألفه عن ياء بدليل قولهم: أنياب؛ لعدم التطرف2، وإنما إميل نحو: فَتاة ونَواة، لأن تاء التأنيث في تقدير الانفصال3.
الثاني: كون الياء تخلفها في بعض التصاريف كألف مَلْهَى، وأَرْطى، وحُبْلى، وغزا، فهذه وأشبهها4 تمال، لقولهم في التثنية، مَلْهيان، وأرطيان، وحبليان، وفي الجمع حبليات5، وفي البناء للمفعول: غزي، وعلى هذا، فيشكل قول الناظم: إن إمالة ألف "تلا" في {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا} 6 لمناسبة إمالة ألف {جَلاَّهَا} ، وقوله وقول ابنه: إن إمالة ألف {سَجَى} ، لمناسبة إمالة ألف {قَلَى} ، بل إمالتهما لقولك: قُلِي، وسُجِي7.