جداً بين يدي كتابي "صحيح الترغيب والترهيب"، تضمنت فصولاً عديدة، وفوائد جديدة، حول كتاب المنذري "الترغيب" ومزاياه، وما يؤخذ عليه وعلى غيره من المؤلفين في علم الحديث؛ الكثير منها مما يعزً الوقوف عليه في غيرها.

ومع ذلك فإني أرى أنه لا ضرورة إلى إعادة نشرها هنا، لأنني أفترض أن من اقتنى هذا فسيقتني معه قسيمه "صحيح الترغيب والترهيب"، فهو واجدها في مقدمته، فأحيله إليها.

ولكن لا بد لي من تقديم خلاصة عنها تتناسب مع موضوع هذا الكتاب، فأقول:

قد بينت فيها إصطلاح الحافظ المنذري رحمه الله في "ترغيبه"، وأنه جعل أحاديثه على قسمين:

أحدهما: صدًره بلفظ (عن)، وهو المشعر عنده بقوته.

والآخر: صدًره بلفظ (روي) المبني للمجهول، وهو المشعر عنده بضعفه.

وأنه أدخل في كل من القسمين ثلاثة أقسام، وأنه تقسيم مبهَم محيّر مضطرب، لا يكاد عامة القراء يستفيدون منه مراده، وفصلت القول في ذلك تفصيلاً، لا أظن أحداً تعرض له، أو سبقني إليه، والفضل في ذلك كله لله وحده، وله الحمد والثناء كله.

ومن ذلك أنه أدخل في القسم الأول "ما قارب الصحيح والحسن" -على حد قوله- مما هو ضعيف معروف الضعف عند المحدثين، فقد قال عطفاً على قوله المذكور:

"وكذلك إن كان: مرسلاً، أو منقطعاً، أو معضلاً، أو في إسناده راوٍ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015