يا أشجُّ! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -واستوى قاعِداً وقَبضَ رِجْلَهُ-:
"ههُنا يا أشجُّ! ".
فَقَعَدَ عن يمينِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَرحَّبَ به وألطَفَهُ وسأَله عن بلادِهم وسمَّى له قريةَ (الصَّفا) و (المُشَفَّر) (?) وغير ذلك مِنْ قُرى (هَجَرٍ)، فقال: بأبي وأمِّي يا رسولَ الله! لأنْتَ أعلمُ بأسماءِ قُرانا منَّا. فقال:
"إنِّي وطِئْتُ بلادَكم، وفُتِحَ لي مِنْها".
قال: ثُمَّ أقْبلَ على الأنْصارِ فقال:
"يا معشرَ الأنصارِ! أكْرِموا إخوانَكُم؛ فإنَّهم أشْباهُكم في الإسْلامِ، أشبهُ شيْءٍ بكم أشْعاراً وأبْشاراً، أسْلَموا طائعينَ غيرَ مُكْرَهين، ولا مَوْتورينَ، إذْ أبى قومٌ أنْ يُسْلِموا حتى قُتِلوا".
قال: فلمّا أصبَحوَا قال:
"كيف رأيتُمْ كرامةَ إخْوانِكُم لكُم، وضِيافَتَهُم إيَّاكم".
قالوا: خيرُ إخْوانٍ، ألانُوا فُرُشَنا، وأطابوا مَطْعَمنَا، وباتوا وأصبَحوا يعلِّمونا كتابَ ربِّنا تبارَك وتعالى، وسنَّة نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم -. فأُعجِبَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وفَرِحَ بها الحديث بطوله.
رواه أحمد بإسناد صحيح (?).