لا تَعْلَمُونَ}، قالوا: ربَّنا نَحْنُ أَطوعُ لك مِنْ بني آدمَ، قال الله لِملائكَتِهِ: هَلُمُّوا مَلَكَيْنِ مِنَ الملائكةِ فَنَنْظُرْ كَيفَ يَعْمَلانِ؟ قالوا: ربَّنا هاروتُ وماروتُ، قال: فأُهبِطا إلى الأرْضِ. فَتَمثَّلَتْ لهما الزُّهَرةُ (?) امْرَأَةٌ مِنْ أحسَنِ البَشَرِ، فجاءاها فسأَلاها نَفْسَها، فقالتْ: لا والله حتى تتكَلَّما بهذِهِ الكلِمَةِ مِنَ الإشْراكِ. قالا: والله لا نُشْرِك باللهِ أبداً، فَذَهَبَتْ عنهما، ثُمَّ رجَعَتْ إليهما، ومَعَها صَبِيٌّ تَحْمِلُه، فَسَألاها نَفْسَها، فقالَتْ: لا والله حتى تَقْتُلا هذا الصبِي، فقالا: لا وَالله لا نَقْتُلُه أَبَداً، فَذهَبَتْ، ثُمَّ رجَعَت بِقَدَح مِنْ خَمْرٍ تَحمِلْهُ، فَسَألاها نَفْسَها، فقالَتْ: لا والله حتَّى تَشْرَبا هذه الخمرَ، فَشَرِبا فسَكِرا، فَوقَعا عليها، وقَتلا الصبِي، فلمَّا أفاقا؛ قالتِ المرأَةُ: والله ما تركْتُما مِنْ شَيْءٍ أبَيْتُماهُ عليَّ إلاّ فَعَلْتُماه حين سَكِرْتُما، فخُيِّرا عند ذلك بَيْن عذَابِ الدّنيا والآخِرَةِ، فاختارا عَذابَ الدنيا".
رواه أحمد، وابن حبان في "صحيحه" من طريق زهير بن محمد (?)، وقد قيل: إن الصحيح وقفه على كعب. والله أعلم.