قال معاذٌ: قلت: يا رسولَ اللهِ! أَنت رسولُ الله وأنا معاذ. قال:

"اقتدِ بي، وإن كان في عملَك تقصير، يا معاذُ! حافِظْ على لسانِك من الوقيعةِ في إخوانِك من حَمَلَة القرآن، واحمِلْ ذنوبَك عليك، ولا تَحْمِلْها عليهم، ولا تُزَكِّ نفسَك بذمَّهم، ولا تَرْفَعْ نفسك عليهم، ولا تُدخل عملَ الدنيا في عمل الآخرة، ولا تَتَكَبَّر في مجلسِك؛ لكي يحذرَ الناسُ من سوءِ خلقك، ولا تُنَاجِ رجلاً وعندك آخَرُ، ولا تَتَعَظَّم على الناس فَيَنْقَطعَ عنك خيرُ الدنيا والآخرة، ولا تُمزِّقِ الناسَ، فَتُمَزِّقَكَ كلابُ النار يومَ القيامةِ في النارِ، قال الله تعالى: {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا}، أتدري ما هنَّ يا معاذُ؟

قلت: ما هنَّ بأبي أنت وأمي؟ قال:

"كلابٌ في النار، تَنْشُطُ اللحمَ والعظمَ".

قلتُ: بأبي وأمي! فمن يطيق هذه الخصالَ، ومن ينجو منها؟ قال:

"يا معاذُ! إنه ليسيرٌ على من يَسَّره الله عليه".

قال: فما رأَيت أكثرَ تلاوةً للقرآن من معاذ؛ للحذر مما في هذا الحديث.

رواه ابن المبارك في "كتاب الزهد" عن رجل لم يُسَمِّهِ عن معاذ (?). ورواه ابن حبان في غير "الصحيح"، والحاكم وغيرهما.

28 - (21) [موضوع] وروي عن علي وغيره.

وبالجملة؛ فآثار الوضع ظاهرة عليه في جميع طرقه، وبجميع ألفاظه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015