إسناده: حدثنا قتيبة بن سعيد: ثنا الليث عن نافع.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة الرجل الذي لم يسم، على أنه قد اختلف

على نافع في إسناده- كما بيّنه الحافظ في "الفتح " (4/15) - على وجوه ثلاثة،

هذا أحدها.

والثاني: عن نافع عن ابن عمر.

والثالث: عنه عن سليمان بن يسار: قيل لابن كعب بن عجرة: ما صنع أبوك

حين أصابه الأذى في رأسه؟ قال: ذبح بقرة. قال الحافظ:

" فهذه الطرق كلها تدور على نافع، وقد اختلف عليه في الواسطة الذي بينه

وبين كعب. وقد عارضها ما هو أصح منها: أن الذي أمر به كعب وفعله في النسك

إنما هو شاة. وروى سعيد بن منصور وعبد بن حميد من طريق المقبري عن أبي هريرة:

أن كعب بن عجرة ذبح شاة لأذى كان أصابه. وهذا أصوب من الذي قبله ".

ويؤيده أن في بعض طرق الحديث الصحيحة: أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمره أن يذبح شاة؛

كما ذكرت آنفاً، وفي الحديث الآتي: أنه نسك شاة.

324- عن ابن إسحاق: حدثني أبان- يعني: ابن صالح- عن الحكم

ابن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عُجْرة قال:

أصابني هوام في رأسي، وأنا مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الحديبية، حتى

تخوفتُ على بصري، فأنزل الله سبحانه وتعالى فيّ: (فمن كان منكم

مريضاً أو به أذىً من رأسه) الاية، فدعاني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال لي:

" احلق رأسك، وصم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين فرقاً من

زبيب، أو انسك شاة ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015