فرضر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذه الصدقة: صاعاً من تمر، أو شعير، أو نصف
صاع قمح، على كل حر أو مملوك، ذكر أو أنثى، صغير أو كبير.
فلما قدم علي رضي الله عنه؛ رأى رُخْص الشّعيرِ قال:
قد أوسع الله عليكم؛ فلو جعلتموه صاعاً من كل شيء.
قال حميد: وكان الحسن يرى صدقة رمضان على من صام.
(قلت: إسناده ضعيف؛ وعلته الانقطاع، فقد جزم جماعة من الأئمة بأن
الحسن لم يسمع من ابن عباس. ولو ثبت سماعه منه؛ فهو مدلس لم يصرح
بسماعه فيه) .
إسناده: حدثنا محمد بن المثنى: ثنا سهل بن يوسف قال: حُميْدٌ أخبرنا عن
الحسن.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ لكنه معلول بالانقطاع، فقد صرح جمع من
الأئمة كأحمد والنسائي وغيرهما أن الحسن- وهو البصري- لم يسطع من ابن
عباس.
ورواه الترمذي عن البخاري كما ذكر ابن القيم في "التهذيب "، وأقره، كما
أقرهم المنذري قبله. ولكن تعقبهم الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على
المنذري فقال:
" كل هذا وهم! فإن الحسن عاصر ابن عباس يقيناً، وكونه كان بالمدينة أيام أن
كان ابن عباس والياً على البصرة؛ لا يمنع سماعه من قبل ذلك أو بعده؛ كما هو
معروف عند المحدثين من الاكتفاء بالمعاصرة.