صلى بنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكر حديث ذي اليدين، وهو في الكتاب
الآخر. وفيه:
قال: قلت: فالتشهُدُ؟ قال: لم أسمع في التشهد، وأحب إلي أن يتشهد.
ولهذا قال الحافظ في " الفتح " (2/76) - بعد أن خرج الحديث-:
" وضعفه البيهقي وابن عبد البر وغيرهما، ووهموا رواية أشعث؛ لخالفته غيره
من الحفاظ عن ابن سيرين. فإن المحفوظ عن ابن سيرين في حديث عمران ليس
فيه ذكر التشهد. وروى السراج من طريق سلمة بن علقمة أيضاً في هذه القصة:
قلت لابن سيرين: فالتشهد؟ قال: لم أسمع في التشهد شيئاً ".
وقد تقدم في " باب تشبيك الأصابع " من طريق ابن عون عن ابن سيرين قال:
نُبئْتُ أن عمران بن حصين قال: ثم سلًم.
وكذا المحفوظ عن خالد الحذاء بهذا الأسناد في حديث عمران؛ ليس فيه ذكر
التشهد- كما أخرجه مسلم-؛ فصارت زيادة أشعث شاذة. ولهذا قال ابن المنذر:
" لا أحْسبُ التشهد في سجود السهو يثبت ".
لكن قد ورد في التشهد في سجود السهو عن ابن مسعود- عند أبي داود
والنسائي-، وعن المغيرة- عند البيهقي-، وفي إسنادهما ضعف.
فقد يقال: إن الأحاديث الثلاثة في التشهد باجتماعها ترتقي إلى درجة
الحسن. قال العلائي:
" وليس ذلك ببعيد، وقد صح ذلك عن ابن مسعود من قوله. أخرجه ابن أبي
شيبة ".