6- عن الحسن عن عبد الله بن مغفّلٍ قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" لا يبولنّ أحدُكم في مُسْتحمِّهِ ثم يغْتسِل فيه (وفي رواية: ثم يتوضأ
فيه) ؛ فإن عامة الوسْواسِ منه ".
(قلت: إسناده ضعيف، وقد أشار إلى ذلك الترمذي بقوله: " حديث
غريب ") .
إسناده: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل والحسن بن علي قالا: ثنا
عبد الرزاق- قال أحمد-: ثنا معمر: أخبرني أشعث- وقال الحسن: عن أشعث-
ابن عبد الله عن الحسن.
والرواية الثانية هي رواية أحمد.
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات؛ ولكن له علة خفية؛ وهي عنعنة الحسن- وهو
البصري-، فقد كان مدلساً، قال الحافظ في " التقريب ":
" ثقة فقيه فاضل مشهور، وكان يرسل كثيرا ويدلس ". وقال للذهبي في
" الميزان ":
" كان الحسن البصري كثير التدليس، فإذا قال في حديث: عن فلان؛ ضعف
احتجاجه، ولا سيما عمن قيل: إنه لم يسمع منهم، كأبي هريرة ونحوه ".
وهو- وإن كانوا قد ذكروا له سماعاً من عبد الله بن مغفل-؛ فليس معنى ذلك
أن كل حديث له عنه موصول سمعه منه، بل لا بد من تصريحه بالسماع من كل
صحابي يروي عنه، ليكون حجة خالياً من علة. هذا هو الذي يقتضيه علم
مصطلح الحديث.