قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ وعلته عنعنة محمد بن إسحاق، وهو مدلس.

وقد قال أبو بكر بن إسحاق عن بعض مشايخه:

" إنه أخطأً في تسمية المستحاضة ". وقال الحافظ في " التلخيص "

(2/492) :

" وقد قيل: إن ابن إسحاق وهم فيه ".

وأصل الحديث صحيح؛ فقد تابعه عليه شعبة عن عبد الرحمن بن

القاسم ... به؛ دون تسمية المستحاضة، ودون قوله: فأمرها ... إلى قوله: فلما

جهدها ذلك....

وكذلك تابعه ابن عيينة إلا أنه أرسله. وقد أوردنا حديثيهما في الكتاب

الآخر (رقم 306 و 307) .

والحديث أخرجه الدارمي (1/198) ، والطحاوي (1/61) ، والطبراني في

" المعجم الصغير " (ص 98) ، وأحمد أيضاً (16/19 و 139) ، والبيهقي (1/352

- 353) من طرق عن ابن إسحاق ... به. ثم قال البيهقي:

" قال أبو بكر بن إسحاق: قال بعض مشايخنا: لم يسند هذا الخبر غير محمد

ابن إسحاق. وشعبة لم يذكر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنكر أن يكون الخبر مرفوعاً. وأخطأً

أيضاً في تسمية المستحاضة ".

قلت: لا شك أن الخبر مرفوع. وإن لم يصرح بذلك شعبة في رواية؛ فقد أشار

إلى رفعه، كما بيناه في الكتاب الآخر؛ فراجعه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015