ضرائر الشعر (صفحة 246)

متئبين، وفي البيت الثاني: (يا ابن عفان)، فدل ذلك على أنه لم يخاطب غيره. وقد قيل إن الألف فيهما بدل من النون الخفيفة في الوصل، إجراء (له) مجرى الوقف، والأصل: قولن، وإن تزجر، وإن تدعن.

ومنه: وضع التثنية موضع الجمع وجعلها بدلاً منه حيث لا يجوز مثله في الكلام، نحو قول الفرزدق:

وما قمت حتى كاد من كان مسلما ... ليلبس مسودى ثياب الأعاجم

يريد: مسودات ثياب الأعاجم. وقول الآخر:

كأن حُمُولَهمْ لما التقينا ... ثلاثة أكْلبٍ يتطاردان

يريد: يتطاردن.

ومنه: وضع الجمع موضع المفرد وجعله بدلاً منه حيث لا يسوغ ذلك في حال السعة، نحو قول الأعشى:

ومثلك مُعْجبة بالشبا ... ب (صاك) العبير بأجسادها

يريد: (بجيدها). وقول امرئ القيس:

يطير الغلام الخف عن صَهَواته ... ويلوي بأثواب العنيفِ المثقّلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015