عائده من النِّعْمَة العاجلة فَإِن أفضل النعم وأجلها على الْإِطْلَاق نعْمَة مَعْرفَته تَعَالَى وحمده وطاعته فَإِن أُرِيد أَن فعل العَبْد يكون كفو النعم ومساويا لَهَا بِحَيْثُ يكون مكافئا للنعم عَلَيْهِ وَمَا قَامَ بِهِ من الْحَمد ثمنا لنعمه وقياما مِنْهُ بشكر مَا أنعم عَلَيْهِ بِهِ وتوفية لَهُ فَهَذَا من أمحل الْمحَال فَإِن العَبْد لَو أقدره الله على عباده الثقلَيْن لم يقم بشكر أدنى نعْمَة عَلَيْهِ بل الْأَمر كَمَا روى الإِمَام أَحْمد فِي كتاب الزّهْد حَدثنَا عَن الرَّحْمَن قَالَ ثَنَا الرّبيع ابْن صبيح عَن لحسن قَالَ قَالَ دَاوُد النَّبِي لَو أَن لكل شَعْرَة مني لسانين تسبحانك اللَّيْل وَالنَّهَار والدهر كُله مَا قضيت حق نعْمَة وَاحِدَة