لَفْتَةُ الكِبْدِ إلى نصيحَةِ الوِلْدِ
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين.
1675- الحمد لله الذي أنشأ الأب الأكبر1 من تراب، وأخرج ذريته من الترائب2 والأصلاب، وعضد3 العشائر بالقرابة والأنساب، وأنعم علي بالعلم وعرفان الصواب، وأحسن تربيتي في الصبا4، وحفظني في الشباب، ورزقني ذرية أرجو بوجودهم5 وفور6 الثواب: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ، رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} [إبراهيم] .
1676- أما بعد؛ فإني لما عرفت شرف النكاح، وفضل7 الأولاد، ختمت ختمة، وسألت الله تعالى أن يرزقني عشرة أولاد، فرزقنيهم8، فكانوا: خمسة ذكور، وخمس إناث، فمات من الإناث اثنتان، ومن الذكور أربعة، فلم يبق من الذكور سوى ولدي أبي القاسم9، فسألت الله تعالى أن يجعل فيه الخلف الصالح، وأن يبلغ به المنى والمناجح.