صيد الخاطر (صفحة 816)

من تلمح أحوال الدنيا علم أن مراد الحق اجتنابها

372- فصل: من تلمح أحوال الدنيا علم أن مراد الحق اجتنابها

1667- من تلمح أحوال الدنيا، علم أن مراد الحق سبحانه اجتنابها؛ فمن مال إلى مباحها ليلتذ؛ وجد مع كل فرحة ترحة1، وإلى جانب كل راحة تعبًا، وآخر كل لذة نغصًا يزيد عليها، وما رفع شيء من الدنيا؛ إلا ووضع.

أحب الرسول صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنه، فجاء حديث الإفك، ومال إلى زينب، فجاء: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا} [الأحزاب: 37] .

1668- ثم يكفي أنه إذا حصل محبوبه، فعين العقل ترى فراقه، فيتنغص عنده وجوده، كما قال الشاعر:

أتم الحزن عندي في سرور ... تيقن عنه صاحبه انتقالا

1669- فيعلم العاقل أن مراد الحق بهذا التكدير التنفير عن الدنيا، فيبقى أخذ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015