صيد الخاطر (صفحة 776)

جبريل التاج عن رأسه، وحل ميكائيل الإكليل عن جبينه، وجذب بناصيته، فأهبط. فبكى آدم ثلاث مائة عام على جبل الهند، تجري دموعه في أودية جبالها؛ فنبتت بتلك المدامع أشجار طيبكم هذا1.

1555- وكذلك داود عليه السلام، نظر نظرة، فأوجبت عتابه، وبكاءه الدائم، حتى نبت العشب من دموعه.

1556- وأما سليمان عليه السلام؛ فإن قومًا اختصموا إليه، فكان هواه مع أحد الخصمين، فعوقب، وتغير في أعين الناس، وكان يقول: أطعموني فلا يطعم!.

1557- وأما يعقوب عليه السلام؛ فإنه يقال: إنه ذبح عجلًا بين يدي أمه، فعوقب بفراق يوسف.

1558- وأما يوسف عليه السلام، فأخذ بالهم، وكل واحد من إخوته ولد له اثنا عشر ولدًا، ونقص هو ولدًا لتلك الهمة.

1559- وأما أيوب عليه السلام؛ فإنه قصر في الإنكار على ملك ظالم لأجل خيل كانت في ناحيته، فابتلي.

1560- وأما يونس عليه السلام، فخرج عن قومه بغير إذن، فالتقمه الحوت.

1561- وأوحى الله عز وجل إلى أرميا: إن قومك تركوا الأمر، الذي أكرمت به آباءهم، وعزتي، لأهيجن عليهم جنودًا لا يرحمون بكاءهم. فقال: يارب! هم ولد خليلك إبراهيم، وأُمَّة صفيِّك موسى، وقوم نبيك داود. فأوحى الله تعالى إليه: إنما أكرمت إبراهيم وموسى وداود بطاعتي، ولو عصوني، لأنزلتهم منازل العاصين2.

1562- ونظر بعض العباد3 شخصًا مستحسنًا، فقال له شيخه: ما هذا النظر؟! ستجد غبة4. فنسي القرآن بعد أربعين سنةً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015