صيد الخاطر (صفحة 59)

وقد كان الحسن1يعيب فرقدًا السبخي2 ومالك بن دينار3 في زهدهما، فرئي عنده طعام فيه لحم، فقال: لا رغيفي مالك، ولا صحني فرقد.

ورأى على فرقد كساءً فقال: يا فرقد! إن أكثر أهل النار أصحاب الأكسية.

67- وكم قد زوق قاص مجلسه بذكر أقوام خرجوا إلى السياحة بلا زاد ولا ماء، وهو لا يعلم أن هذا من أقبح الأفعال، وأن الله تعالى لا يجرب عليه، فربما سمعه جاهل من التائبين، فخرج، فمات في الطريق، فصار للقائل نصيب من إثمه!!

وكم يروون عن ذي النون4. أنه لقي امرأة في السياحة، فكلمها وكلمته، وينسون الأحاديث الصحاح: "لا يحل لامرأة أن تسافر يومًا وليلةً إلا بمحرم" 5!!

68- وكم ينقلون أن أقوامًا مشوا على الماء، وقد قال إبراهيم الحربي6. لا يصح أن أحدًا مشى على الماء قط! فإذا سمعوا هذا، قالوا: أتنكرون كرامات الأولياء الصالحين؟! فنقول: لسنا من المنكرين لها، بل نتبع ما صح، والصالحون هم الذين يتبعون الشرع، ولا يتعبدون بآرائهم. وفي الحديث: "إن بني إسرائيل شددوا فشدد الله عليهم"7.

69- وكم يحثون على الفقر، حتى حملوا أقوامًا على إخراج أموالهم، ثم آل بهم الأمر: إما إلى التسخط عند الحاجة، وإما إلى التعرض بسؤال الناس!

70- وكم تأذى مسلم بأمرهم الناس بالتقلل! وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلثٌ طعَامٌ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015