صيد الخاطر (صفحة 57)

ثم انقسموا:

1- فمنهم متصنع في الظاهر، ليث الشرى1 في الباطن، يتناول في خلواته الشهوات، وينعكف على اللذات، ويرى الناس بزيه أنه متصوف متزهد، وما تزهد إلا القميص، وإذا نظر إلى أحواله، فعنده كِبْرُ فرعون.

2- ومنهم سليم الباطن، إلا أنه في الشرع جاهل.

3- ومنهم من تصدر، وصنف، فاقتدى به الجاهلون في هذه الطريقة، وكانو كعمي اتبعوا أعمى، ولو أنهم تلمحوا2 للأمر الأول، الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم، لما زاغوا.

62- ولقد كان جماعة من المحققين لا يبالون بمعظم في النفوس إذا حاد عن الشريعة، بل يوسعونه لومًا، فنقل عن أحمد أنه قال له المروذي3: ما تقول في النكاح؟ فقال: سنة النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: فقد قال إبراهيم4. قال: فصاح بي، وقال: جئتنا بِبُنَيَّاتِ الطريق؟ 5.

وقيل له: إن سَرِيًّا السقطي6 قال: لما خلق الله تعالى الحروف، وقف الألف، وسجدت الباء.. فقال: نَفِّرُوا الناس عنه.

63- واعلم أن المحقق لا يهوله اسم معظم، كما قال رجل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: أتظن أنا نظن أن طلحة والزبير كان على الباطل؟ فقال له: إن الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق، تعرف أهله.

64- ولعمري، إنه قد وقر في النفوس تعظيم أقوام، فإذا نقل عنهم شيء،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015