بسم الله الرحمن الرحيم
وبه المستعان وعليه التكلان.
قال الشيخ الإمام العالم، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي رحمة الله عليه:
1 الحمد لله حمدًا يبلغ رضاه، وصلى الله على أشرف من اجتباه1، وعلى من صاحبه ووالاه، وسلم تسليمًا لا يدرك منتهاه.
2 لما كانت الخواطر2 تجول في تصفح أشياء تعرض لها، ثم تعرض عنها فتذهب، كان من أولى الأمور حفظ ما يخطر، لكي لا ينسى، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "قيدو العلم بالكتابة" 3. وكم قد خطر لي شيء، فأتشاغل عن إثباته، فيذهب، فأتأسف عليه! ورأيت من نفسي أنني كلما فتحت بصر التفكر، سنح4 له من عجائب الغيب ما لم يكن في حساب، فانثال5 عليه من كثيب6 التفهيم ما لا يجوز التفريط فيه، فجعلت هذا الكتاب قيدًا لصيد الخاطر، والله ولي النفع، إنه قريب مجيب.