وهو الله عز وجل, فحال المؤمن امام الله انه يرى ويعلم ان كل الخلق بيد الله وهو مع الله وذلك سر قوة المؤمن, الا ترى ان الحق سبحانه وتعالى يقول على احد لسان انبياءه: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (?) فالانسان المؤمن اذا شعر بقوة الله وقدرته وعزته وحكمته فانه يقوى على خصمه وعلى شهواته وعلى اعدائه, اما اذا شعر بالضعف وغاب عنه حقيقة الايمان بقوة الله وعزته وقدرته فانه قد يضعف ومع الضعف الذلة والخنوع والتذلل والشعور بالنقص والخوف وبذل ماء الوجه, قال الشاعر:
إِنَّ الهَوانَ حِمارُ القَومِ يَعرِفُهُ ... والحُرُّ يُنكِرُهُ والرَّسلَةُ الأُجُدُ
وَلَن يُقيمَ عَلى خَسفٍ يُسامُ بِهِ ... إِلاّ الأَذَلاّنِ عَيرُ الأَهلِ وَالوَتِدُ (?)
وقال اخر:
أَلا إِنَّما التَقوى هُوَ العِزُّ وَالكَرَم ... وَحُبُّكَ لِلدُنيا هُوَ الذُلُّ وَالعَدَم
واما سلطان الخطاب فهو يقول:
وعافَتْ وُرُودَ الذُّلِّ لي نَفْسُ ماجِدٍ ... ترى سَفَها وِرْدي له وخَبالا (?)