مقترنا باسم الله المتين قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (?) وجاء في السنة النبوية في حديث ابي هريرة عند الترمذي: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً غَيْرَ وَاحِدٍ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ) وعدّ منها: (القوي المتين) (?) قال القرطبي واجمعت عليه الامة ولاخلاف في اجرائه وصفا على العبد (?) , وفي التنزيل: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} (?) وفي سورة النمل: {وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ} قَالَ: أَبُو سُلَيْمَانَ: الْقَوِيُّ قَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الْقَادِرِ، وَمَنْ قَوِيَ عَلَى شَيْءٍ فَقَدْ قَدَرَ عَلَيْهِ، وَقَدْ يَكُونُ مَعْنَاهُ التَّامَّ الْقُوَّةِ الَّذِي لا يَسْتَوْلِي عَلَيْهِ الْعَجْزُ فِي حَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ، وَالْمَخْلُوقُ وَإِنْ وُصِفَ بِالْقُوَّةِ، فَإِنَّ قُوَّتَهُ مُتَنَاهِيَةٌ، وَعَنْ بَعْضِ الأُمُورِ قَاصِرَةٌ (?) . قلت وياتي اسم الله القوي في الترتيب مع اسمه المتين, فبينهما مشاركة في اصل المعنى, فقد نقل بعض العلماء ان الخطابي قال (المتين) الشديد القوي الذي لاتنقطع قوته, ولا تلحقه في افعاله مشقة, ولا يمسه لغوب (?) , وقال القرطبي: في اسم الله المتين ورد به التنزيل وجاء في حديث ابي هريرة واجمعت عليه الامة, وتاوله بعض العلماء على ان معنى (المتين) قوته (?) . قرأ ابن محيصن وغيره {الرَّزَّاقُ} {ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} أي الشديد القوي. وقرأ الأعمش ويحيى بن وثاب والنخعي {الْمَتِينِ} بالجر على النعت للقوة. وقرأ الباقون بالرفع على النعت لـ {الرَّزَّاقُ} أو {ذُو} من قوله: {ذُو الْقُوَّةِ} أو يكون خبر لمبتدأ محذوف (?) , واما اسمه سبحانه وتعالى العزيز فقد ورد في القرآن مقترنا باسمه القوي وباسمه الحكيم وباسمه الرحيم وباسمه الغفار وباسمه الغفور وباسمه الحميد وتكرر في القرآن في عدة مواضع منها قوله تعالى: {فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (?) وفي قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} (?) وقوله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ} (?) وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (?) وقوله تعالى: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} (?) وقال القرطبي: (العزيز) جاء في الكتاب والسنة واجمع عليه علماء الامة. وجاء معرفا ومنكرا, ولا خلاف في جواز اجرائه على غير الله تعالى كما قال في كتابه: {قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ