فالله جل وعلا هو القوي المتناهي بالقوة, والتي تتصاغر كل قوة امام قوته وعظمته فهو الذي اعطا الملائكة قوة عظيمة, وهو الذي اعطا الجن القوة, وهو الذي علم الانسان واعطاه القوه, وتدبر قول القوي العزيز حكاية عن قوم سبا حينما قالوا لملكتهم: {نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ} (?) هل اغنى ذلك عنهم من شيء؟ وكيف انبرى عفريت من الجن ليخبر سليمان بقدرته على نقل عرش بلقيس من ارض سبا الى ارض الشام؟ وكيف استطاع الذي عنده علم من الكتاب ان ياتي بعرش بلقيس في لحظ عين؟ فشكر سليمان ربه, وفي الذكر الحكيم النبأ اليقين: {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} (?)
فقوة الشباب تؤل الى الضعف وقوة الخلق جميعا مستمدة من قوة الله, فلو تخلى عنهم لأصبحوا ضعفاء ايا كانت قوتهم او اسلحتهم, فان قوتهم تتلاشى ولها نهاية محتومة, فالله وحده القوي الذي له كمال القوة والعظمة فهو غالب لايغلب وقادر لايعجز فلا يلحقه ضعف في ذاته, ولا في صفاته, ولا في افعاله, فقوته فوق كل قوة, فاعتمد عليه, فانه ينجيك ويوفقك