ومن ثمرات التقوى البشرى بالخروج من الغم والمحن, وحصول الرزق الواسع والنعم, قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} (?) .

ومن ثمرات التقوى ان المتقين يتقبل الله اعمالهم, ويصلح احوالهم, وينجيهم الله من العذاب, قال تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (?) وقال تعالى: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (?) فاحرص اخي على التقوى فانها افضل عدة, وخير زاد, يقضي على الفساد, ويوصلك إلى المراد, قال تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} (?) وفي الامثال السائرة: (اوثق العرى كلمة التقوى) . وقديما قيل: (التقوى رئيس الاخلاق) و (التقوى هي العدة الوافية والجُنة الواقية) (?) قال الشاعر:

مَوتُ التَّقيِّ حياةٌ لا انقِطَاعَ لها ... قد مات قَومٌ وَهُم في النَّاسِ أحيَاءُ (?)

وقال اخر:

لا شي اعلى من التقوى وصحبتها ... ان التقي عزيز حيث ماكانا

اما الاعشى فهو يقول:

إِذا أَنتَ لَم تَرحَل بِزادٍ مِنَ التُقى ... وَلاقَيتَ بَعدَ المَوتِ مَن قَد تَزَوَّدا

نَدِمتَ عَلى أَن لا تَكونَ كَمِثلِهِ ... وَأَنَّكَ لَم تُرصِد لِما كانَ أَرصَدا (?)

المتقون يستشعرون عظمة الله ويدركون رقابته

من عرف الله عظمه, وخاف رقابته, فاذا تمكن المرء لمعرفة الله وحده في اسمائه وصفاته خافه, واتقاه في امور دينه ودنياه, وبلغ درجة المتقين قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (?) فالمراقبة لله تجعل الانسان من المتقين, والعلماء يرون ان المراقبة لله حال يصير العبد فيها ذاكراً لله بقلبه ان شغل لسانه, لان الله مطلع عليه دائما, وشعور العبد ان الله مطلع عليه سمو وارتقاء, وخوف ورجاء, وتعظيم لخالق جميع الاشياء, وخضوع وتوحيد, وورع وتقوى, فلتكن اخي من أهل التقوى تكن سعيدا, وتعرف على اسماء الله الحسنى وصفاته العلى تكن رشيدا, وتفهم معنا اسم الله الرقيب الشهيد, فهو الحافظ الذي لايغيب, والموفق لكل امر سديد, وفي الحديث النبوي الشريف: (إن أفضل إيمان العبد أن يعلم العبد أن الله معه حيثما كان) (?) وفي الذكر الحكيم: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015