يصلح من اعماله قبل ان يلومه صديق ناصح او عدو كاشح, فمن اصلح نفسه صلح له اخوانه وكان الناس تبعا له, وقديما قيل: اربعة تدل على صحة الراي: طول الفكر, وحفظ السر, وفرط الاهجتهاد, وترك الاستبداد (?) ,وقال الشاعر:
اذا نصحت لذي عجب لترشده ... فلم يطعك فلا تنصح له أبدا
فإن ذا العجب لا يعطيك طاعته ... ولا يجيب إلى ارشاده احدا
الغش في النصيحة خيانة, وتضييع للأمانه, ولكن قد يستغش الناصح ولايصغى إلى نصيحة الرجل الصالح, وقديما قيل: وقد يستغش المرء من لايغشه, ويقبل نصيحة عدوه: قال محمد بن زنجي البغدادي الشاعر:
فكم من عدو معلن لك نصحه ... علانية والغش تحت الاضالع
وكم من صديق مرشد قد عصيته ... فكنت له في الرشد غير مطاوع
وما الأمر إلا بالعواقب إنها ... سيبدو عليها كل سر وذائع
واما ابن المقرب فهو يقول:
وَمَن يَستَمِع في قَومِهِ قَولَ كاشِحٍ ... أُصيبَت كَما شاءَ المُعادي مَقاتِلُه
وَما كُلُّ مَن يُبدي المَوَدَّةَ ناصِاً ... كَما لَيسَ كُلُّ البَرقِ يَصدُقُ خائِلُه (?)