اكتساب الأخلاق الفاضلة لأنها تصلح الفرد نفسه والمجتمع في جملته, فكما أن الفرد يزكو وتحسن أعماله بالأخلاق الفاضلة, فكذلك يفسد بالأخلاق الفسادة, وتفسد المجتمعات أيضاً بشيوع الصفات والأخلاق السيئة في آحادها, ولهذا فإن أول ما تتوجه عناية المصلحين والفلاسفة والمشرعين العاملين على إنهاض الجماعات البشرية إلى الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة لأنها الدعامة الأولى في بناء كل مجتمع سليم, ولم يبالغ (شاتوبريان) حين قال: "الأخلاق أساس كل مجتمع". (?)

ولله در القائل:

فَلَم أَجِدِ الأَخلاقَ إِلا تَخَلُّقاً ... وَلَم أَجِدِ الأَفضالَ إِلا تَفَضُّلا (?)

وقال آخر:

وَفي الحِلمِ وَالإِسلامِ لِلمَرءِ وازِعٌ ... وَفي تَركِ طاعاتِ الفُؤادِ المُتَيَّمِ

بَصائِرُ رُشدٍ لِلفَتى مُستَبينَةٌ ... وَأَخلاقُ صِدقٍ عِلمُها بِالتَعَلُّمِ (?)

أما حاتم الطائي فهو يقول:

تَحَمَّل عَنِ الأَدنَينَ وَاِستَبقِ وُدَّهُم ... وَلَن تَستَطيعَ الحِلمَ حَتّى تَحَلَّما (?)

وقال آخر:

كذاك أُدّبت حتى صار من خلقي ... أني وجدت ملاك الشيمة الأدب (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015