فإذا لم تجد صديقاً صادقاً فإن الانفراد والخلوة أجمع لدواعي السلوة, وفيها الراحة من مداراة الناس والسلامة من شرهم, قال الشاعر:

وَقالوا لِقاءُ الناسِ أُنسٌ وَراحَةٌ ... وَلَو كُنتُ أَرضى الناسَ ماكُنتُ مُفَردا (?)

وقال أبو الدرداء: كان الناس ورقاً لا شوك فيه, وقد صاروا شوكاً لا ورق فيه, إذا نافرتهم نفروك وإن تركتهم ما تركوك. (?)

فإذا تأذى الإنسان بالجليس وقلَّ من الأصدقاء الأنيس فلا تجعل من نفسك صديقاً للأشرار, ولا تشتغل عن الله بمداناة الفجار, قال الشاعر:

طب عن الأمة نفساً ... وارض بالوحدة أنساً

لست بالواجد خلاً ... أو ترد اليوم أمسا

فإذا أردت الصاحب فالله يكفيك, وإن أرت أنيساً فالقرآن يؤنسك ويؤاسيك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015