لنا جليس تركٌ للأدب ... جليسه من قوله في تعب
يغضب جهلاً عند حال الرضى ... ومنه يرضى عند حال الغضب (?)
من علامة الخذلان مصاحبة الكسلان, ومفارقة الاخوان, والبعد عن خلال الإيمان, قال الشاعر:
لا تصحب الكسلان في حاجة ... كم صالح بفساد آخر يفسد
عدوى البليد إلى الحديد سريعة ... والجمر يوضع في الرماد فيخمد (?)
فالكسل الداء, والعاقل لا يكسل بل يجد ويجتهد في عمله, والمؤمن يستعيذ بالله من الكسل ويشمر للجد في العمل, وفي الحديث النبوي الشريف: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ) (?) .
أعقل الناس من استطاع أن يحول العدو إلى صديق, لا أن يتذلل للعدو ويداهنه في الصداقة خشية ضره, فذلك نكد ومرض, قال المتنبي:
وَمِن نَكَدِ الدُنيا عَلى الحُرِّ أَن يَرى ... عَدُوّاً لَهُ ما مِن صَداقَتِهِ بُدُّ