الصديق والجليس

الصديق: سمي الصديق صديقا لصدقه, وسمي الخليل خليلا لان محبته تتخلل القلب, فلا تدع فيه خللا الا ملأته. وفي الذكر الحكيم {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} (?) , والصداقة سجية كريمة, وفضيلة عليا, وجليس الانسان صديقه وصاحبه, وهو اما ان يكون صالحا او فاسدا, ونقصد بالجليس الصالح: الصديق الفاضل المتحلي بالأخلاق الكريمة. وهو الذي ترتاح اليه النفس ويطمئن به الفؤاد وتنتعش الروح. ويقصد بجليس السوء: الصديق اوالصاحب الذي فسدت طباعه وساءت اخلاقه (?) . ويتحقق نجاح الانسان اذا احسن اختيار جليسة وصديقه فحسن اختيار الصديق والجليس فلاح ونجاح, وتوفيق وصلاح, فالصديق الصالح زينة في الرخاء, وعدة البلاء, وعون على الأعداء, فالعاقل من ألزم نفسه صحبة الأخيار وفارق مجالسة الأشرار, لأن مودة الأخيار سريع اتصالها بطيء انقطاعها, ومودة الأشرار سريع انقطاعها بطيء اتصالها, فرأس الفضائل اصطناع الأفاضل ورأس الرذائل اصطناع الأراذل, ومن حسن صفاه وجب اصطفاؤه, ومن اصطنع الكرام نسب إليه الإحسان, ومن جالس اللئام فقد الإنعام, وتفرق عنه الإخوان.

وقد روي عن الحارث بن وجيه قال: سمعت مالك بن دينار يقول: إنك إن تنقل الحجارة مع الأبرار خير من أن تأكل الخبيص (?) مع الفجار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015