أما ابن غريض فهو يقول:
إِرفع ضَعيفَكَ لا يُحِربِكَ ضُعفَه ... يَوماً فَتُدرِكُهُ عَواقِبُ ما جَنى
يَجزيكَ أَو يُثني عَلَيكَ وَإِنَّ مَن ... أَثنى عَلَيكَ بِما فَعَلتَ كَمَن جَزى
إِنَّ الكَريمَ إِذا أَرادَ وِصالَنا ... لَم يُلفِ حَبلي واهِياً رَثَّ القُوى
أَرعى أَمانَتَهُ وَأَحفَظُ غَيبَهُ ... جَهدي فَيَأتي بَعدَ ذَلِكَ ما أَتى (?)
ويرى أمية بن أبي الصلت أن الكريم لا يغيره مرور الوقت فيقول:
كَريمٌ لا يُغَيِّرُهُ صَباحٌ ... عَنِ الخُلُقِ السَنِيِّ وَلا مَساءُ
فَأَرضُكَ كُلُّ مَكرُمَةٍ بَناها ... بَنو تَيمٍ وَأَنتَ لَها سَماءُ
إِذا أَثنى عَلَيكَ المَرءُ يَوماً ... كَفاهُ مِن تَعَرُّضِهِ الثَناءُ
إن الله جل وعلا أكرم الأكرمين، فهو الذي يبتدئ بالنعمة من غير استحقاق، ويتبرع بالإحسان من غير سؤال، والكريم هو الذي يعطي الكثير ويعفو عن التقصير، وقد قيل: إن من كرم عفوه أن العبد إذا تاب بعد السيئة عفا عنه وكتب له مكانها حسنة وذلك في كتاب الله: {إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} (?) ، والكريم والأكرم تتقارب معانيها وقد وردا في القران ففي سورة الانفطار: