يجهلوها منها: تمحيص للذنب، وتعرض للثواب -ثواب الصبر-, وإيقاظ من الغفلة، وإذكار بالنعمة في حال الصحة، واستدعاء للتوبة، وحض على الصدقة، وفي قضاء الله وقدره يعد الخيار (?) . وجاء في شعر أميه بن أبي الصلت:
تَجري الأَمور عَلى حُكم القَضاء وَفي ... طيّ الحَوادِث مَحبوبٌ وَمَكروهُ
فَرُبّما سَرَّني ما بِتّ أَحذَرهُ ... وَرُبَّما ساءَني ما بتُّ أَرجوهُ (?)
وفي أمثال العرب: "من أراد طول البقاء فليوطن نفسه على المصائب". وقولهم: "المصيبة للصابر واحدة, وللجازع اثنتان".
وقال أكثم بن صيفي: حيلة من لا حيلة له الصبر. وذكروا عن بعض الحكماء أنه أصيب بابن له فبكى حولاً ثم سلا, فقيل له: ما لك لا تبكي؟ قال: كان جرحاً فبرأ. قال أبو خراش الهذلي:
بَلى إِنَّها تَعفو الكُلومُ وَإِنَّما ... نُوَكَّلُ بِالأَدنى وَإِن جَلَّ ما يَمضي
ومن ذلك قولهم: "لا تلهف على ما فات", وقولهم: "هون عليك ولا تولع بإشفاق" (?) , وهذا المثل مأخوذ من قول ابن حذاق:
هَوِّن عَلَيكَ وَلا تَولَع بِإِشفاق ... فَإِنَّما مالُنا لِلوارِثِ الباقي