حَمِيمٌ} (?) ، فالمؤمن رفيق في أخلاقه، رفيق في أعماله وتعامله، رفيق مع أهله وإخوانه، رفيق في رعيته، رفيق في شجاعته وسياسته، رفيق في وصيته وجميع أحواله، ويرحم الله أبا العتاهية حيث يقول:

الرِفقُ يَبلُغُ ما لا يَبلُغُ الخَرَقُ ... وَقَلَّ في الناسِ مَن يَصفو لَهُ خُلُقُ

وفي الأمثال السائرة: "الرفق يمن والخرق شؤم"، قال الميداني: اليمن: البركة، والرفق الاسم من رفق به يرفق، وهو ضد العنف، والذي في المثل من قولهم (رفق الرجل فهو رفيق) وهو ضد الخُرق من الأخرق، والمثل يضرب في الأمر بالرفق والنهي عن سوء التدبير (?) ، لان الرفق مطلوب في كل الأحوال حتى عند النصر والظفر. قال شوقي:

إن تكن ظافراً فكُنْه برفقِ ... فشجاعٌ بغيرِ رفقٍ جبانُ

إن عندي لكل شيءٍ تماما ... وتمامُ الشجاعةِ الإِحسانُ

ويرى المتنبي أن الرفق بالجاني عتاب فيقول:

تَرَفَّق أَيُّها المَولى عَلَيهِم ... فَإِنَّ الرِفقَ بِالجاني عِتابُ

أما ابن زريق البغدادي (?) فهو يرى أن الرفق خير من التأنيب والعذل فيقول:

لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ ... قَد قلت حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ

جاوَزتِ فِي لَومهُ حَداً أَضَرَّبِهِ ... مِن حَيثَ قَدّرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ

فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً ... مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ ُموجعُهُ

ويرى ابن الهباريه (?) لزوم الرفق بالرعية وذلك في أرجوزته التي يقول فيها:

حفظ الحُقوق الضائِعه ... وَضع الندى مواضعه

إِزالة المناكر ... خطابة المنابر

الرفق بِالرعايا ... إِزالة الشكايا

ويقول أيضا:

الرفق بالرعيه ... مِن كَرَم السجيه

ويرشد ابن الهباريه إلى سلوك سبيل الرفق والتاني فيقول:

فَكُن كَثير الحفظ وَالتوقى ... وَسالِكاً فيهِ سَبيل الرفق

ويقول:

نعم الرَّفيق الرفق ... بئس القرين الخرق

أما بن معصوم فهو يرى أن من لوازم وشروط الصداقة والصحبة الرفق والمحبة فيقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015