فالواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه.

قصة لعمر بن عبد العزيز رحمة الله:

روي ان عمر بن عبد العزيز دخل عليه رجل, فذكر عنده وشاية في رجل اخر, فقال له عمر: إن شئت حققنا هذا الامر الذي تقول فيه وننظر فيما نسبته اليه, فإن كنت كاذبا فأنت من اهل هذه الاية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} (?) , وإن كنت صادقا فأنت من اهل هذه الاية: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} (?) , وإن شئت عفونا عنك فقال: العفو ياامير المؤمنين , لاأعود الى مثل ذلك ابدا.

سوء الظن

سوء الظن يقود إلى التجسس وإفساد ما بين الراعي والرعية, ولهذا ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلا تَحَسَّسُوا وَلا تَجَسَّسُوا وَلا تَحَاسَدُوا وَلا تَدَابَرُوا وَلا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا) (?) .

وقد قيل: التجسس من شعب النفاق كما أن حسن الظن من شعب الإيمان, والعاقل يحسن الظن باخوانه وينفرد بغمومه وأحزانه, كما أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015