نعم الله على الإنسان كثيرة, وخيراته وفيرة, ولا بقاء للنعمة إلا بالشكر, وقد أُثر عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: "قيد النعم بالشكر, والعلم بالكتابة", وقال الحسن البصري: "نعم الله أكثر من أن تشكر إلا ما أعان عليه, وذنوب ابن آدم أكثر من يسلم منها إلا ما عفا عنها".
وقد قال محمد بن عبد الملك (?) : "أنه لو لم يكن في فضل الشكر إلا أنه لا يرى إلا بين نعمتين حاضرةٍ ومنتظرة", وقد سؤل ابن الأعرابي (?) : كيف تراهما يا أبا عبد الله قال: أحسن من قرطي درٍ وياقوت بينهما وجه حسن". (?)
وجاء في شعر الحكمة المنسوب للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
ما أَحسَنَ الدُنيا وَإِقبالَها ... إِذا أَطاعَ اللَّهَ مَن نالَها
مَن لَم يواسِ النَّاسَ مِن فَضلِهِ ... عَرَّضَ لِلإِدبارِ إِقبالَها
فَاِحذَر زَوالَ الفَضلِ يا جابِرُ ... وَأعطِ مِن دُنياكَ مَن سالَها
فَإِنَّ ذا العَرشِ جَزيلُ العَطا ... ءِ يُضَعِفُ بِالحَبَةِ أَمثالَها
وَكَم رَأَينا مِن ذَوي ثَروَةٍ ... لَم يَقبَلوا بِالشُّكرِ إِقبالَها