الشُكر

الشكر يديم النعمة, ويزيل المحنة, فتجارته رابحة, ومكاسبه فاضلة, وقد عرّف العلماء شكر الله بأنه: ظهور نعمة الله على لسان عبده ثناءً واعترافاً, وعلى قلبه شهوداً ومحبة, وعلى جوارحه انقياداً وطاعة وقيل الشكر صرف النعم فيما خلقت له , واستعمالها فيما شرعت لأجله.

فلسان الشاكر مشغولٌ بالثناء على ربه, معترف بنعمه, وقلبه مملوء بحب الله, وجوارحه مشغولة بطاعة الله, لهذا كان الشكر من مظاهر العبادة التي دعا إليها القرآن, قال جل شأنه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (?) , ويرحم الله علي بن الجهم حيث يقول:

إِذا جَدَّدَ اللَهُ لي نِعمَةً ... شَكَرتُ وَلَم يَرَني جاحِداً

وَلَم يَزَلِ اللَهُ بِالعائِداتِ ... عَلى مَن يَجودُ بِها عائِداً

فكلمة الشكر من الكلم الجوامع, لأنها تنتظم كل خير, وتشمل كل ما يصلح به قلب الإنسان ولسانه وجوارحه, فالذي لا يحب الله ولا يشهد قلبه بأن ما فيه من النعم إنما هو من الله فضلاً وإحساناً ليس بشاكر, وقد جاء في شعر محمود الوراق (?) :

إِذا كانَ شُكري نِعمَةَ اللَهِ نِعمَةً ... عَلَيَّ لَهُ في مِثلِها يَجِبُ الشُكرُ

فَكَيفَ بلوغُ الشُكرِ إِلا بِفَضلِهِ ... وَإِن طالَتِ الأَيّامُ وَاِتَّصَلَ العُمرُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015