يعطي الملك وينزعه، ويبيد الدول ويقيمها، وإذا كان الله بهذه القدرة يسامح ويعفو ويعين ويصدق الوعد، فان من ملكه الله شيئاً وجب عليه أن يعين ويعفو وان يعدل وان يحسن السياسة ويصدق الوعد، ويبتعد عن الظلم فقد جاء في الحديث النبوي: (ثَلاثة لا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (?) ، وذكر منهم ملكاً كذاباً، وهذا الوعيد يأتي لأنه ليس من شيم الملك الذي يتصرف بقدرة وحنكة الكذب وإنما هو خصلة قبيحة، لذلك فان المؤمن يجب عليه ان يتنزه عن ذلك، وأن لا يكون كما قيل:

رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ ... وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ

وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا ... شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ (?)

ومن عرف ان الله ربه ومالكه ومعبوده وجب عليه ان لا يخاف إلا ربه ولا يرجو إلا مالكه، وان يفرده بالعبادة والخوف والرجاء والإنابة والتوكل والخضوع له والصدق معه ومع إخوانه المؤمنين، فهو وحده سبحانه بيده الضر والنفع، والعطاء والمنع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015