وقد نسب إلى بعض الحكماء: من بدأ بنفسه فساسها أدرك سياسة الناس, فمن أصلح نفسه صلح أمره وكان الناس تبعاً له.
وفي الحديث النبوي: (من أصلح ما بينه وبين الله كفاه الناس, ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته) (?) .
الرفق والكرم في السياسة
إن سياسة الناس بالرفق والحزم والبذل والسخاء دليلٌ على الكياسة والذكاء, وفي محاضرات الأدباء لأبي معاذ قال: قال أنو شروان: إن هذا الأمر لا يصلح له إلا اللين في غير ضعف, والشدة في غير عنف, ودخل أبو معاذ على المتوكل حين استخلف فأنشده:
إذا كنت مول الناس أهل سياسة ... فسوسوا كرام الناس بالرفق والبذل
وفي الحديث: (إِنَّ الرِّفْقَ لا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ شَانَهُ) (?) , وفي رواية لمسلم: (إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ) (?) .