وفي الحديث النبوي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {يَقُولُ الْعَبْدُ مَالِي مَالِي إِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ مَا أَكَلَ فَأَفْنَى أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى أَوْ أَعْطَى فَاقْتَنَى وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ} (?)
الغنى الأكتفاء واليسار وما يغتنى به،والغنى هو كثرة المال من الذهب والفضة والنقود والعروض والبنيان وغير ذلك،قال أبن عطا الغني الشاكر القائم بحقه خير من الفقير الصابر قال الشاعر:
إِذا كُنتَ ذا ثَروَةٍ مِن غِنىً ... فَأَنتَ المُسَوَّدُ في العالَمِ
وَحَسبُكَ مِن نَسَبٍ صورَةٌ ... تُخَبِّرُ أَنَّكَ مِن آدَمِ
والغني إذا لم يكن كريما جوادا فليس ينفعه غناه , واغنى الناس أكثرهم إحسانا, وقيل لا يصلح العقل بغير ورع, ولا يصلح الغنى بغير جود , ولا المروئة بغير تواضع , وقال ابن المقفع:سوء حمل الغنى ان يكون عند الفرح مرحا , وسوء حمل الفاقة ان يكون عند الطلب شرها، وعار الفقر اهون من عار الغنى، والحاجة مع المحبة خير من الغنى مع البغضة (?) ، وقيل الغنى غنى النفس قال الامام علي رضي الله عنه:
النَفسُ تَجزَع أَن تَكونَ فَقيرَةً ... وَالفَقرُ خَيرٌ مِن غِنىً يُطغيها