إن العُلَى حدَّثتِني وهي صادقةٌ ... في ما تُحدِّثُ أنَّ العزَّ في النُقَلِ

لو أنَّ في شرفِ المأوى بلوغَ مُنَىً ... لم تبرحِ الشمسُ يوماً دارةَ الحَمَلِ (?)

أما الإمام الشافعي رضي الله عنه فإنه يحث على التغرب عن الأوطان في طلب العلا ويبين مناقب السفر وفوائده حيث يقول:

تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا ... وَسافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ

تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاِكتِسابُ مَعيشَةٍ ... وَعِلمٌ وَآدابٌ وَصُحبَةُ ماجِدِ (?)

وله أيضاً:

ما في المَقامِ لِذي عَقلٍ وَذي أَدَبِ ... مِن راحَةٍ فَدَعِ الأَوطانَ وَاِغتَرِبِ

سافِر تَجِد عِوَضاً عَمَّن تُفارِقُهُ ... وَاِنصَب فَإِنَّ لَذيذَ العَيشِ في النَصَبِ

إِنّي رَأَيتُ وُقوفَ الماءِ يُفسِدُهُ ... إِن ساحَ طابَ وَإِن لَم يَجرِ لَم يَطِبِ

وَالشَمسُ لَو وَقَفَت في الفُلكِ دائِمَةً ... لَمَلَّها الناسُ مِن عُجمٍ وَمِن عَرَبِ (?)

غير أن بعض الشعراء يرى أن هناك أموراً لم يرها الإمام الشافعي فيقول:

إذا قيل: في الأسفار خمس فوائد ... أقول: وخمس لا تقاس بها البلوى

فتضييع أموال وحمل مشقة ... وهَم وأنكال وفرقة من أهوى (?)

والظاهر أن مخاطر الأسفار في هذه الأزمنة قد تلاشت وتبددت وأصبح الإنسان يذهب ويجيء براحة ويسر وأمان, وفي ذلك عظة واعتبار, وتفضل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015