لم تحصل له الثانية لا تحصل له الثالثة والرابعة، ومن حصل له الرابع فقد حصل له الثلاث التي قبلها, ومن حصل له الثالث فقد حصل له اللذان قبله, ثم ينعكس فقد تحصل الأولى ولا يحصل له الثاني ولا يحصل الثالث والإنسان لا يقدر أن يهدي أحداً إلا بالدعاء وتعريف الطرق دون سائر أنواع الهدايات وإلى الثانية أشار بقوله: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (?) , {يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} (?) ، {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} (?) , أي داع. وإلى سائر الهدايات أشار بقوله: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ (?) } . (?)

وقال د. محمد راتب النابلسي: كلمة الهادي مأخوذة من فعل هدى والهادي اسم فاعل والله سبحانه وتعالى خلق ثم هدى, وأول بند من بنود الهدى: خلقه {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ} (?) , والبند الثاني: اسم من أسماء ذاته لأنه متكلم فالله سبحانه وتعالى يهدي بكلامه, إذاً الهادي اسم من أسماء ذاته. (?)

قلتُ: كلام النابلسي فيه تحقيق, فالله جل وعلا هدى الإنسان بخلقه, قال جل شانه: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى * وَالَّذِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015