فمن أراد خير الدنيا والآخرة فعليه بالدعاء, فبالدعاء يبلغ الإنسان آماله, وتصلح أحواله, وتزكو أعماله, والدعاء يرفع البلاء, ويقي من المصائب والأذى, ويجلب الخيرات والنعم, قال تعالى: {قُلِ ادْعُواْ اللهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} (?) .
من أخلص لله في الدعاء ظفر بمراده, وانتصر على أعدائه, فلا تزدري الدعاء وتتكاسل لكي لا تزل وتفشل, ويرحم الله الشافعي حيث يقول:
أَتَهزَأُ بِالدُعاءِ وَتَزدَريهِ ... وَما تَدري بِما صَنَعَ الدُّعاءُ
سِهامُ اللَيلِ لا تُخطِي وَلَكِن ... لَها أَمَدٌ وَلِلأَمَدِ اِنقِضاءُ
فيمسكها إذا ما شأ ربي ... ويرسلها إذا نفذ القضاء
وقال آخر:
وإني لأدعو الله والأمر ضيق ... عليَّ فما ينفك أن يتفرجا
ورب فتى سدت عليه وجوه ... أصاب لها في دعوة الله مخرجا (?)
وجاء في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي قول الشاعر:
الله يغضب إن تركت سؤاله ... وبني آدم حين يسأل يغضب (?)
وجاء في شعر الحكمة لامرؤ القيس (?) :