وقد ورد في السنة النبوية: (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ) (?) , وجاء في رواية الترمذي تعداد أسماء الله الحسنى وعدَّ منها الحفيظ (?) .
والحفيظ له معنيان: أحدهما أنه يحفظ للعباد ما عملوا من خير وشر, وطاعة ومعصية, بحيث لا يفوتهم من ذلك مثقال ذرة, وحفظه لهذه الأعمال بمعنى ضبطه لها وإحصائه إياها, فهو المحيط علماً بجميع أعمالهم ظاهرها وباطنها, فهو قد كتبها في اللوح المحفوظ قبل أن يبرأها بل قبل أن يخلق السماوات والأرض, ووكل بها ملائكة حافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون, ويرحم الله ابن القيم حيث يقول:
وَهُوَ الحفِيظُ عَليهِمُ وَهُوَ الكَفِيـ ... ـلُ بِحِفظِهِم مِن كُلِّ أمرٍ عَانِ (?)
والمعنى الثاني من معنيي الحفيظ: أنه الحافظ لعباده من جميع ما يكرهون, وحفظه لخلقه عام وخاص: العام حفظه لجميع المخلوقات بتيسير لها ما يقيتها ويحفظ بنيتها فهي تمشي إلى هدايته وإلى مصالحها بإرشاده وهدايته العامة التي قال عنها: {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} (?) , أي هدى كل مخلوق لما قدر له وقضى له من ضروراته وحاجاته, كالهداية للمشرب والمأكل والمنكح والسعي في أسباب ذلك, والنوع الثاني حفظه الخاص