الرَّجُلُ فِيهَا رَاحِلَةً) (?) , فاللبيب من الناس من يتعامل مع الناس بحزم, فإنه إن قصد بمؤاخاته للناس حصول رضاهم تعذر ذلك عليه وهو لا يزال بحاجة إلى الناس وهم لا يزالون بحاجة إليه, قال الشاعر:

وبالناس عاش الناس قدماً ولم يزل ... من الناس مرغوبٌ إليه وراغبُ (?)

أما بشار بن برد فهو يقول:

مَن راقَبَ الناسَ لَم يَظفَر بِحاجَتِهِ ... وَفازَ بِالطَيِّباتِ الفاتِكُ اللَهِجُ

وقال آخر:

الناسُ أَخلاقُهُم شَتّى وَإِن جُبِلوا ... عَلى تَشابُهِ أَرواح وَأَجسادِ (?)

وفي الأمثال السائرة: "الناس أجناس, والناس اخوان وشتى في الشيم" (?) . ويرحم الله شوقي حيث يقول:

وَالناسُ صِنفانِ مَوتى في حَياتِهُمُ ... وَآخَرونَ بِبَطنِ الأَرضِ أَحياءُ

تَأبى المَواهِبُ فَالأَحياءُ بَينَهُمُ ... لا يَستَوونَ وَلا الأَمواتُ أَكفاءُ

وقديماً قيل: "في تقلب الأحوال علم جواهر الرجال" (?) , وقيل: "الناس أتباع من غلب (?) , والناس على دين ملوكهم", ويغفر الله لأبي العتاهية حيث يقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015